هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyاليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

هنالك في مكة البلد الحرام الآمن،
وبين أبوين فقيرين إلا من الطهارة والنقاء، نجم طفل لم يكن ليدري أحد أن
آمال الدنيا تعلقت به، وأن سعادة البشرية تتطلع إليه.. وإذا كان في أهل
الفراسة من رأى فيه من دلائل العظمة النفسية، وقوة الخُلق ما يعده لعمل
عظيم، ويجعل له شأنًا جليلاً، فإن أحدًا من هؤلاء لم يستطع أن يدرك أن هذا
الطفل على إقلاله سوف يطوي سلطان دولتين عظيمتين تحت لواء أمة بدوية، ليس
لها نصيب من علم، ولا حظ من حضارة، وكل حظها من ذلك، هو ما رسمه لها محمد
صلى الله عليه وسلم من الطريق إلى الدنيا وإلى الدين معًا.



نبذة عن ولادته ورضاعته

لقد
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ولما وضعته أمه أرسلت إلى
جده، فأتاه ونظر إليه وحدثته أمه آمنة بما رأت حين حملت به وما قيل لها
فيه وما أمرت به أن تسميه، فأخذه فدخل به الكعبة، فقام يدعو الله ويشكر له
ما أعطاه، وكان مما أنشده:

الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه بالبيت ذي الأركان

حتى يكون بلغة الفتيان حتى أراه بالغ البنيان

أعيذه من كل ذي شنآن من حاسد مضطرب العنان



ويقول
حسان بن ثابت: والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما
سمعت، إذ سمعت يهوديًّا يصرخ بأعلى صوته على أطمه بيثرب: يا معشر يهود!
حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟! قال: طلع الليلة نجم أحمد
الذي ولد به(1).



ولكونه يتيمًا زهدت فيه المراضع، وتبين
مرضعته حليمة السعدية السبب فتقول: وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي
الصبي، فكنا نقول: يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده؟ فكنا نكرهه لذلك فما
بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت
لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعًا، والله
لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن يجعل
لنا فيه بركة.



قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره.



ثم
تواصل الحديث فتقول: فلما أخذته، رجعت به إلى رحلي فلما وضعته في حجري،
أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي ثم
ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها
لحافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريًّا وشبعًا، فبتنا بخير
ليلة.



قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا، تعلمي والله يا
حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، قالت: قلت: والله إني لأرجو ذلك. قالت: ثم
خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها
شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك اربعي
علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها، فأقول لهن: بلى والله، إنها
لهي هي. فيقلن: والله إن لها لشأنًا.



قالت: ثم قدمنا
منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت
غنمي تروح عليّ حين قدمنا به معنا شباعًا لبنًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب
إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون
لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعًا
ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعًا لبنًا، فلم نزل نتعرف من الله
الزيادة والخير حتى مضت سنتان وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان،
فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا..(2).



هذا قبس من
إرهاصات النبوة، لنا معها وقفة تفكر وتأمل، ننفذ من خلالها للقراء ببعض
الدروس النافعة والعبر الدافعة للصعود في مراقي الإيمان العالية.



1- النبي رحمة للطفولة المعذبة:

هذا
النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ينشأ يتيمًا ويذوق آلام اليتم وشدائد
الحرمان من حنان الوالدين حتى يكون رحمة للطفولة المعذبة من اليتم فيعطف
القلوب عليهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى:
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى (7)
وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (Cool
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ
(10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)﴾ (الضحى)



ويمتثل
الرسول صلى الله عليه وسلم للأمر الإلهي فيكون رحمة لليتامى ويحض أمته على
ذلك. فعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم
في الجنة هكذا" وقال بإصبعيه السبابة والوسطى (4).



قال
ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله
عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك. وقال ابن حجر وفيه
إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت
ما بين السبابة والوسطى. ويحتمل أن يكون المراد المنزلة حالة دخول الجنة
لما أخرجه أبو يعلى من حديث أبي هريرة رفعه: "أنا أول من يفتح باب الجنة،
فإذا امرأة تبادرني أي لتدخل معي أو تدخل في أثري"، ويحتمل أن يكون المراد
مجموع الأمرين: سرعة الدخول، وعلو المنزلة. وقيل: لعل الحكمة في كون كافل
اليتيم يشبه في دخول الجنة أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي أو
منزلة النبي لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون
كافلاً لهم ومعلمًا ومرشدًا، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل
أمر دينه بل ولا دنياه، ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه، فظهرت مناسبة ذلك (5).



والمسلم
حين يلتفت يمنة ويسرة يرى القتل ينزل بالمسلمين مخلفًا وراءه آلاف اليتامي
والأرامل يصيحون بكل مسلم من يشري صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في جنة
عرضها السموات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر... من يشري ذلك بكفالة يتيم؟ وإنها لفرصة طيبة أن نزف البشرى ونقول:
هنيئًا لهؤلاء الذين رقت أفئدتهم ولانت قلوبهم بمسح آلام اليتامى بما
يقومون به من خلال مشروع كافل اليتيم، ويحضون الناس على الخير ويفتحون لهم
أبواب الجنة والطريق لصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة.



2- ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها:

تحدثنا
السيدة حليمة بأنها ما إن حازت الرسول صلى الله عليه وسلم ووضعته في حجرها
حتى امتلأ ثدياها باللبن وناقتها كذلك، وما إن عادت به إلى ديارها حتى عم
الخير بيتها فقويت أتانها وسمنت أغنامها، وأدرت ألبانها وكان ذلك كله كما
تحدث هي: في سنة شهباء، لم تبق لنا شيئًا فخرجت على أتان لي، معنا شارف لا
والله ما تبض بقطرة..." إنها ترسم صورة حية للحالة الاقتصادية التي كانوا
عليها والجدب الذي كانوا يعيشونه، ثم تبين أن ذلك تحول في لحظة إلى رخاء
دون مقدمات مادية أو أسباب كونية أو أسباب مما اصطلح أو تعارف عليه الناس
اللهم إلا سبب ظاهري واحد وهو نزول هذا الطفل اليتيم ضيفًا عليهم...



وهذا
يجعلنا نعيد النظر مرتين فيما تعانيه البشرية من أزمات اقتصادية، ونقول
لهم: إن الله قادر على أن يسوق لكم الخير سوقًا من خزائن لا ينقصها عطاء
ولو اجتمع الإنس والجن أولهم وآخرهم وأعطى لكل سؤله مهما كان مطلبه إلا
كما ينقص المخيط إذا وضع في البحر.. ومع اليقين بهذه الحقيقة إلا أننا
نؤكد على أمرين:

الأول: ضرورة الأخذ بالأسباب المادية مقرونة
بالأخذ بالأسباب الإيمانية وهذا ما يتأكد بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ
أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف).



ووصية نوح- عليه
السلام- لقومه تبقى من نواميس الكون التي لا تتخلف مع كر السنين وتعاقب
الأجيال حيث يقول لقومه ولمن جاءوا من بعدهم: ﴿َقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾ (نوح).



وتأمل
وصية نبي الله هود عليه السلام لقومه: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ (هود: من الآية 52).

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
مشكوررررررررررررررررر

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
شكرا لك على المرور العطر

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
جراكى الله كل خير

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
واياك حبيبتى اسعدنى ردك

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
مشكوررررر

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
بارك الله فيكي

تحياتي

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
ffwff

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
efwf

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
شكرا لمروركم الجميل
بارك الله فيكم

descriptionاليتيم المبعوث رحمة للعالمين Emptyرد: اليتيم المبعوث رحمة للعالمين

more_horiz
جزاك الله كل خير
يسلموا
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد